كعادتي إذا نظرت دماء حولي في أي وقت صدمت وحزنت ,فأخاف أن تكون هناك روح زهقت إلي بارئها أو مصاب هنا أو هناك يطلب العون من القريب والبعيد أملا في نجاته من إصابته ,فالطبيعي غالبا ألا تنزل الدماء منا إلا لإصابة ما أو حادث أو عراك بين من وجدوا في الخروج عن المألوف في مجتمعاتنا ملاذا وطريقا يعجبهم ويقيم لهم وضعا بين الناس...
في أحد مرات وجودي في إستقبال المستشفي جاء رجل محمول وقد ملأت رأسه بالجروح الرادة نتيجة لإعتداء بعض اللصوص عليه بالعصي أثناء تأدية واجبه في حماية حقوق لأخرين, وكان الرجل فاقدا للوعي وقد دخل في حالة خطيرة نتيجة ضربه علي رأسه وهرع الأطباء ليؤدوا واجبه بتضميد جراحه محاولة لإنقاذه رغم صعوبة ذلك حقيقة.
عنها وقفت وكدت أبكي وقلت في نفسي لماذا؟
لماذا تعتدي الناس علي بعضها البعض وتفسد ما خلق الله فينا من تمام الجسد وتزهق أرواح بعضها الآخر ,أجنون هو أم غمامة شلت العقل عن التفكير أكفينا من مصائب الطبيعة والحوادث الناتجة عن التقدم التكونولجي الذي نعيشه بحلوه ومراراته لكي نزيد الهم هموما والحزن أحزانا وآلم الفراق آلام أخرى.
ونظرت لذلك الطبيب الجراح وهو يهرع في طلب الإمدادات وتأملت....
لما يحاول الطبيب إصلاح شئ ما كان له أن يكون ولكنه قد كان بمحض إرادتنا وكامل قوانا العقلية, أما كان الأفضل لذلك الأحمق الذي فقد إنسانيته وسلك مسلك الحيوانات في حل مشاكله أن يمسك يده ويكف الأذي عن الناس ويترك الطبيب لما يتوجب عليه فعله.
ولكن لهم عقول لا يفقهون بها ولهم آذان لا يسمعون بها ونسأل الله أن يقيني وأياكم شرورهم وشر كل ذي شر إنه ولي ذلك والقادر عليه.
في صبيحة عيد الأضحي المبارك أثناء تجولي كلما مررت بشارع وجدت دماءا تسيل في الطرقات, ولكني حينها لم أحزن ولم أفكر أن هناك روحا تزهق ولا نفسا تعاني بل كنت مسرورا فرحا فكانت دماء ذبائح المسلمين تسيل علي الأرض وأنا أقول في نفسي,
هذه سنة حبيبنا تنتهج وشرع ربنا يطبق فلماذا لا أطير فرحا, هذه خيرات تعم فيفرح الناس بلحومها..فلماذا لا أفرح .
ويفرح أخواننا في فلسطين بثمن جلودها..فلماذا لا أفرح وللفقراء فيها نصيب يسعدهم..فلماذا لا أفرح وكانت هذه دماء أخري.